التوثيق الناجع للمظاهرات والنشاطات الاحتجاجية، ما أهمية ذلك؟

التوثيق الناجع للمظاهرات والنشاطات الاحتجاجية، ما أهمية ذلك؟

التوثيق الصحيح هو أداة قوية في النضالات الاجتماعية، فهو يسمح بعرض النضال بشكل ناجع أكثر على الجمهور الواسع، وبالتالي بالتأثير على الأجندة الجماهيرية وتغيير السياسة. بواسطة تسجيلات فيديو بجودة جيدة، مثلاُ، بالإمكان انتاج فيديو لنشره على الشبكات الاجتماعية أو عرض تقارير مستقلة على وسائل الاعلام.

التوثيق الصحيح مهم بشكل خاص في الحالات التي تشهد انتهاكاً للحقوق، مثل العنف الشرطي، الاعتقالات ومحاولات المس بحرية المتظاهرين بالتعبير والاحتجاج: بالإمكان استخدام الصور كدليل في الاجراءات القانونية، عند تقديم شكاوى لوحدة التحقيق مع الشرطيين (“ماحش”) أو دعاوى التعويض للضرر والدعاوى الجنائية. هكذا، على سبيل المثال، نشر على موقع “بساكدين” مؤخراً بأنه تمت تبرئة شخص كان قد اعتقل خلال مظاهرة ضد هدم بيوت في بؤرة “حفات جلعاد” من مخالفات التهديد واهانة موظف عام بعد أن أثبت تسجيل فيديو صوره أحد الحضور براءته وأظهر بأن الشرطي بالذات هو الذي استخدم العنف غير المبرر تجاهه.

ظاهرياً، يبدو بأنه من السهل بأن نوثق النضالات اليوم: كل منا يحمل هاتفاً ذكياً بكاميرا ممتازة، وعندما يحدث أي شيء، نقوم ببساطة بإخراجه فوراً ونبدأ بالتصوير. ولكن، في كثير من الأحيان، يخيب أمل النشطاء عندما يتضح لهم بأن المواد التي قاموا بتصويرها عديمة القيمة: هكذا، مثلاُ، قد تفشل محاولات لإثارة اهتمام وسائل الاعلام المؤسساتية أو المستقلة بالتوثيق بسبب جودة التصوير، أو يكون هناك توثيق للعنف الشرطي خلال مظاهرة ولكن لا يكون بالإمكان استخدام التسجيل بسبب عدم ثبات الكاميرا، التصوير عن بعد أو الانخراط النشط للمصورة بالموقف.

هدف هذه الكراسة تقديم مبادئ أساسية ونصائح تمكنكن من توثيق المظاهرات والنشاطات الاحتجاجية بصورة صحيحة، ناجعة، دقيقة وذات جودة. في نهايتها ستجدون معلومات مقتضبة أيضاً حول الحق بالتظاهر والحقوق الأخرى المتعلقة بتوثيق ونشر المواد المصورة.